الأخبار التقنية

إنتل تسلط الضوء في جيتكس على رقاقتها الاختبارية ذات 80 نواة

تستعرض إنتل في أسبوع جيتكس للتقنية اليوم في دبي أول معالج قابل للبرمجة في العالم يوفر أداءً مماثلاً لأداء الحاسبات فائقة القوة (Supercomputers)، وذلك باستخدام رقاقة واحدة تحتوي على 80 نواة. وتستطيع رقاقة تيرافلوب الاختبارية هذه التي لايزيد حجمها عن حجم عقلة الاصبع إجراء أكثر من تريليون عملية حسابية في الثانية الواحدة (حوالي1 تيرافلوب) بمعدل استهلاك طاقة كهربائية يقل عن استهلاك معظم الأجهزة المنزلية حالياً.

وقال خالد العمراوي، مدير إنتل في مصر وبلدان المشرق العربي ، و شمال إفريقيا: “يستخدم معظم المستهلكون حالياً معالجات مصغرة تحتوي على نواتين أو 4 نوى في أفضل الحالات، لكن السنوات القادمة ستشهد إزدياداً مستمراً في عدد النوى للوصول إلى عصر أجهزة كمبيوتر ذات أداء جبار كالتي نستعرضها مع رقاقة تيرافلوب الاختبارية اليوم. ومع اكتشاف إنتل لمواد جديدة وقوية لبناء الترانزستورات المستقبلية، واستمرار صلاحية قانون مور إلى أجل غير مسمى، فإن ذلك يمهد الطريق لتصنيع المعالجات متعددة النوى وتضم مليارات الترانزستورات بكفاءة أعلى في المستقبل. ومن هنا تأتي أهمية رقاقة تيرافلوب الاختبارية التي تعد إنجازاً كبيراً لشركة إنتل، ونحن سعداء جداً بإلقاء الضوء عليها للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط تحديداً في جيتكس دبي”.

وتأتي رقاقة تيرافلوب الاختبارية نتيجة للأبحاث المبتكرة لشركة إنتل في مجال “الحوسبة من فئة التيرا”، والتي تهدف للوصول بالأداء في الحاسبات الشخصية والخوادم المستقبلية إلى عدة تيرافلوبات (أي عدة تريليونات من العمليات الحسابية في الثانية الواحدة). وسيكون للأداء من مستوى التيرا والقدرة على نقل عدد من التيرابايتات من البيانات دور محوري في وظائف الحاسبات المستقبلية التي تتيح الوصول إلى الإنترنت في أي زمان ومكان، وذلك بتوفيرها سبلاً جديدة للتعليم والتشارك، بالإضافة إلى زيادة انتشار تطبيقات الترفيه ذي الوضوح العالي على الحاسبات الشخصية والخوادم والأجهزة الكفية. وعلى سبيل المثال، سوف تصبح تطبيقات مثل الذكاء الاصطناعي والاتصال المرئي المباشر والألعاب ذات الصور الواقعية واستخلاص بيانات الوسائط المتعددة والتعرف الآني إلى الكلام، حقيقة واقعة يعيشها ملايين البشر يومياً بعد أن كانت تعتبر على الدوام خيالاً علمياً صالحاً للاستهلاك في أفلام حرب النجوم.

ومع أنه ليس لدى إنتل أية خطط تجارية لطرح هذه الرقاقة المصممة بنوى الفاصلة العائمة في الأسواق، إلا أن أبحاث الشركة في مجال الحوسبة من فئة التيرا على قدر كبير من الأهمية كونها تتيح استكشاف ابتكارات جديدة سواءً في المعالجات الخاصة أو في اختبارات الوظائف الأساسية مثل تحديد سبل الاتصال المناسبة لنقل البيانات بالشكل الأمثل بين رقاقة وأخرى، وبين الرقاقات والحاسب، والأهم من ذلك الكيفية التي يجب أن تصمم فيها البرمجيات لتحقيق الاستفادة القصوى من النوى المتعددة في المعالجات. وتتيح رقاقة التيرافلوب الاختبارية هذه فهماً معمقاً للأساليب الجديدة في تصميم السيليكون، واستخدام الحزمة العريضة في نقل البيانات على مستوى الرقاقات، وأساليب إدارة الطاقة.
وقال نيتن بوركار، مدير فريق النماذج الأولية في مختبرات إنتل لتقنية المعالجات المصغرة: “لقد تمكن باحثونا من تحقيق إنجاز رائع ومهم بدفع أداء تعدد النوى والحوسبة المتوازية قدماً. وسيؤدي ذلك إلى تمهيد الطريق نحو المستقبل القريب الذي تشيع فيه التصاميم القادرة على تقديم أداء من مستوى التيرافلوبات، ويعاد فيه تشكيل توقعاتنا جميعاً من الحاسبات والإنترنت في المنزل والمكتب”.

وكانت المرة الأولى التي يتم فيها الوصول إلى أداء التيرافلوب في العام 1996 باستخدام الحاسب الفائق ASCI Red Supercomputer الذي صنعته إنتل لصالح مختبر سانديا الوطني. واحتل هذا الحاسب مساحة تجاوزت 2,000 قدم مربعة، وكان يعمل بقرابة 10,000 معالج بينتيوم برو، ويستهلك أكثر من 500 كيلوواط من الطاقة الكهربائية.
وحالياً تمكنت إنتل من الوصول إلى مستوى الأداء ذاته بهذه الرقاقة الاختبارية متعددة النوى. ومما تجدر الإشارة إليه أيضاً أن هذه الرقاقة الاختبارية المؤلفة من 80 نواة استطاعت تحقيق أداء من مستوى التيرافلوب باستهلاك 62 واط من الطاقة فقط، أي أقل مما يستهلكه العديد من المعالجات أحادية النواة المستخدمة اليوم.

وتمتاز الرقاقة الاختبارية بتصميم مبتكر على شكل قطع السيراميك، بحيث يتم صف النوى الصغيرة كقطع السيراميك إلى جوار بعضها، ما يجعل من السهل تصميم رقاقات بعدد كبير من النوى. ومع اكتشاف إنتل لمواد جديدة وقوية لبناء الترانزستورات المستقبلية، واستمرار صلاحية قانون مور إلى أجل غير مسمى، فإن ذلك يمهد الطريق لتصنيع المعالجات متعددة النوى، والتي تضم مليارات الترانزستورات، بكفاءة أعلى في المستقبل.

كما تمتاز رقاقة التيرافلوب أيضاً بمعمارية على شكل “شبكة على الرقاقة” تشبه الغربال، تسمح بتبادل المعلومات عبر حزمة عريضة جداً بين النوى وقادرة على نقل عدة تيرابتات من البيانات في الثانية داخل الرقاقة. كما تركز الأبحاث على استكشاف وسائل لتشغيل وإيقاف النوى عن العمل بشكل مستقل، وهكذا يتم استخدام النوى اللازمة لإكمال المهمة المطلوبة فقط، ما يوفر مزيداً من الكفاءة في استهلاك الطاقة الكهربائية.

وستركز الأبحاث المقبلة للأداء من مستوى التيرا على إضافة ذاكرة مكدسة ثلاثية الأبعاد إلى الرقاقة، وتطوير نماذج اختبارية أكثر تقدماً تضم العديد من النوى ذات الأغراض العامة والمرتكزة إلى “معمارية إنتل” (Intel® Architecture). ويشتمل اليوم برنامج إنتل للحوسبة من فئة التيرا (Intel® Tera-scale Computing Research Program) على أكثر من 100 مشروع تحاول استكشاف التحديات الأخرى في مجالات التصاميم المعمارية والبرمجيات والأنظمة.

زر الذهاب إلى الأعلى