تحت الضوء

الحكومة الإلكترونية

دائماً ما نسمع هذا المصطلح في كثير من وسائل الإعلام ومن بعض الأشخاص والبعض منا لا يفهم هذا المصطلح بالتحديد أو ماذا يقصد به!

الحكومة الإلكترونية هي عبارة عن تحويل المعاملات الحكومية من معاملات ورقية إلى معاملات الإلكترونية على شبكة الإنترنت ويستطيع الشخص الوصول إليها عن طريق الحاسب الآلي عن طريق الإنترنت بالدخول إلى موقع الوزارة والاستفادة من المعلومات الموجودة فيه وإجراء عملية تقديم المعاملة.

لا شك أنه في ظل انتشار تقنية المعلومات والإنترنت في السعودية ومع تطور سرعة الإنترنت وكذلك ازدياد عدد المستخدمين لشبكة الإنترنت والكمبيوتر كان لا بد من مجاراة الدول المتقدمة والاستفادة من تجاربها في تطبيق الحكومة الإلكترونية وخاصة أن جميع الظروف مساعدة على تطبيقها في الوقت الراهن رغم بعض المعوقات ولكن مع الوقت سيتم التغلب عليها إن – شاء الله.

الهدف الرئيسي من تطبيق الحكومة الإلكترونية هي اختصار الوقت والجهد والمال ففي السابق عند تقديم معامله في إحدى الدوائر الحكومية يلزم الأمر إلى الذهاب باكراً والبحث عن موقف لسيارتك لخاصة وتعبئة الأوراق والانتظار في صفوف المراجعين التي في أغلب الأحيان يكون الانتظار فيها بالساعات! وطبعا هذا يكون على حساب الشخص فيتعطل عن الذهاب إلى عمله وكذلك أهدر الكثير من الوقت في انتظار دوره في تقديم معاملته.

وبعد ما ينهي الشخص من تقديم معاملته يحصل على موعد لتسلُّم معاملته فيضطر إلى إعادة الروتين السابق نفسه بالذهاب باكراًُ والغياب عن العمل والانتظار حتى يتسلّم معاملته السابقة.

والأهم من ذلك أن بعض الأشخاص يسكنون في مناطق بعيدة عن المدينة فيحتاج إلى السفر لتقديم معاملته لعدة أيام! أما مع تطبيق الحكومة الإلكترونية فيستطيع الشخص وهو على رأس العمل وفي مدينته أو محافظته أن يقدم معاملته عن طريق موقع الوزارة الإلكتروني والحصول على رقم متابعة للمعاملة وبعدها يستفسر عن معاملته في أي وقت شاء سواء كان في وقت الدوام الرسمي أو في أي وقت آخر وبهذا يكون المواطن قد اختصر الكثير من الجهد والوقت والمال في إجراء تقديم المعاملة.

وأيضا نضيف أن تطبيق نظام الحكومة الإلكترونية يساعد على التقليل من الزحام في الشوارع والمناطق المحيطة بالوزارات خاصة.

وكذلك من فوائد الحكومة الإلكترونية سرعة الوصول إلى المعلومة بالنسبة للموظف وكذلك اتخاذ الإجراء الصحيح بالنسبة للمعاملات الواردة كل ما لزم الأمر وكل هذا في ثوان معدودة وبسهولة تامة.

أيضا تخزين المعاملات إلكترونياً بدلاً من الأرشيف التقليدي القديم الذي يحتوي في بعض الوزارة على مئات الآلاف من المعاملات أو أكثر ويشغل مساحة ضخمه من المبنى إلى تخزين هذه المعاملات على جهاز تخزين بيانات لا يشغل ألا مساحة صغيرة جداُ مقارنة بمساحة الأرشيف القديم.

وأكبر مثال على تطبيق المعاملات الإلكترونية هو نظام البنوك التي تم تطبيق النظام فيها باحترافية فيستطيع الشخص لآن الاطلاع على حسابه البنك وإجراء العمليات المالية وسداد الفواتير دون الحاجة إلى الذهاب إلى البنك وفي أي وقت كان.

ولآن نتطرق إلى بعض أهم المعوقات التي تحول دون تطبيق الحكومة الإلكترونية أو تأخر تطبيقها وهي:

1- الحاجة إلى تدريب الموظفين على استخدام الحاسب الآلي أولاً ومن بعد ذلك على النظام المتبع أو الخاص بالوزارة أو الدائرة الحكومية.

2- ضعف البنية التحتية فبعض مناطق المملكة لا توجد فيه خدمة الإنترنت فيكون ربطه بمقر الوزارة مستحيل وفي بعض المناطق توجد الخدمة ولكن بشكل سيئ متقطع.

3- سرية البيانات لا شك أن ما يسمى بالهكرز أو المتطفلين على شبكة الإنترنت هو واحد من أقوى الأسباب التي تجعل بعض الوزارات تلجأ إلى تأخير تطبيق الحكومة الإلكترونية أو لا تقدم إلا جزءا بسيطا من الخدمات عن طريق الإنترنت مثال ذلك: وزارة الداخلية والقطاعات العسكرية لما تحويه من معلومات أمنية سرية.

4 – هناك عدد من المواطنين لا يجيد ولا يثق باستخدام الحاسب الآلي والإنترنت ولكن هذه الفئة قليلة جداً ولكن يجد من يساعده سواء من أبنائه أو أقاربه أو زملائه.

وبعد استعراض تعريف الحكومة الإلكترونية وفوائدها ومعوقاتها أتمنى أن يأتي اليوم الذي يستطيع فيه الشخص أن ينهي جميع معاملاته وهو في مكانه مع عائلته أو في عمله دون الحاجة إلى التنقل داخل المدينة بصخبها المزعج وأن نتغلب على جميع المعوقات في القريب العاجل .

ماجد بن سعد الهزاع / صحيفة الاقتصادية

زر الذهاب إلى الأعلى