أخبار الإنترنت

المدخلي ينزع لوحة البضاعة المباعة لا تستبدل

محمد المباركي: اعتاد السعوديون على لافتة “البضاعة المباعة لا ترد ولا تستبدل” التي ترفعها الكثير من المحلات التجارية، باللون الأحمر أحياناً وبخط عريض غالباً، ونايف المدخلي أحد هؤلاء الذين اعتادوا على مفهوم “الخط الواحد” للبضاعة، تلك التي تخرج من المحل التجاري بعد أن يشتريها الزبون، شريطة ألا يرجع بها!

ولذلك، كانت خطوات نايف ثقيلة وخجولة صوب المتجر البريطاني الواقع في مدينة كيمبردج والذي اشترى منه قبل أيام كاميرا رقمية اكتشف فيما بعد أنها ليست الكاميرا التي كان يتمناها.

لم يعرف نايف المدخلي ماذا يقول للبائع وكيف يقنعه برغبته في تغيير الكاميرا، ولذلك قالها ببساطة: لم تعجبني الكاميرا الرقمية، هل يمكنني استبدالها؟

تفاجأ المدخلي بالإجابة السريعة التي خرجت من البائع الإنجليزي: نعم، بالطبع!
ويكمل نايف القصة التي يعتقد أنها غيرت ليس مجرى حياته فحسب، بل حتى طريقة فهمه للعالم: إجابته السريعة والمباشرة جعلتني أتلعثم، إلا أن البائع نفسه أنقذني بسؤاله عن مواصفات الكاميرا التي أريدها، فشرحت له طلبي بالتحديد، وكانت المفاجأة الأخرى.

يواصل المدخلي: أوضح لي البائع أن الجهاز الذي أطلبه متوفر في السوق، وحدد لي نوعه وطرازه، ولكنه اعتذر بشدة عن عدم توفره في المتجر لديهم، وقال لي ببساطة مذهلة: هل ترغب في استعادة نقودك لتشتري الجهاز الذي تريد من متجر آخر؟

اشترى نايف المدخلي الكاميرا التي كان يرغب بها من متجر آخر قريب، إلا أن ولاءه بقي للمتجر الأول، وعاد لأرض الوطن بعد انتهاء دراسته للغة الإنجليزية وقد تعلم أحد أسرار السوق: الولاء أولاً!
يقول نايف: الولاء وليس المبيع… كسب الزبون وليس كسب نقوده، ذلك هو جوهر الموضوع. ويضيف: اكتشفت أن العالم كله يدور، بشكل أو بآخر، حول هذا المعنى… فحين يكون ولاء المواطن لوطنه، والابن لأبيه، والموظف لشركته، فإن على أي تجارة تطمح إلى النجاح أن تؤسس لها ولاءات بين العملاء، وهذا لا يتحقق فقط من عملية البيع والشراء.

قرر نايف المدخلي بعد عودته تأسيس شركته “إيكر” في منطقته جازان لتكون أول شركة متخصصة في تقنية المعلومات في المنطقة، ووصف قراره باختيار جازان لإطلاق شركته بأول التحديات، حيث إن إنشاء شركة تقنية في المناطق الرئيسية يبقى أقل صعوبة، كما يعتقد.

ومن أبرز الصعوبات التي واجهت نايف المدخلي عند بدء العمل على مشروعه هو تكوين فريق العمل، فالحصول على كوادر وكفاءات يبقى من أهم أسباب نجاح أي شركة على حد قوله، لذا فقد بدأ العمل بمساعدة ثلاثة من زملائه، وبسبب عدم اكتمال الفريق فقد تولى بنفسه العديد من المهام، وكان ذلك التحدي هو الفرصة التي جعلت المدخلي يحرص على تكثيف اطلاعه، وقراءته في الإدارة والمحاسبة والتسويق، وفي العديد من المجالات المتعلقة بعمله “فالمعرفة التقنية لوحدها لا تكفي لقيادة شركة” كما يقول.

وبسبب شغفه بأن تتخطى إيكر إقليميتها، كان لا بد من تقديم خدمات تستهدف عملاء جددا من جميع أنحاء المملكة، وبذلك دخلت الشركة مجال الإنترنت كمزود خدمات إنترنت لتكون الشركة الأولى من خارج المناطق الرئيسية في المملكة التي تحصل على ترخيص من هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات.
تبع ذلك تدشين موقع “مرسال إيكر” للرسائل القصيرة بعد حصول الشركة على ترخيص من هيئة الاتصالات، ويشير نايف إلى أن “هذه الخدمات ساهمت في توسع شريحة عملائنا من الأفراد والشركات والجهات الحكومية من مختلف مناطق البلاد”.

بلغ عدد موظفي الشركة الآن 25 من ذوي الكفاءة والخبرة، موزعين على فرعين، في صامطة وأبوعريش بمنطقة جازان، إضافة إلى مراكز الدعم الفني وفريق الصيانة المتنقلة، ويقول نايف المدخلي: حرصنا على أن نميز أنفسنا كمقدم خدمة يمكن الاعتماد عليه، فقد بُنيت إيكر على قناعة بأن إدارة تقنية المعلومات في مجال الأعمال هي مثل الاستشارات القانونية، والمحاسبة، ومثل أي عمل يعتمد الانسان على آخرين لإنجازه، ولا يعمله بنفسه في الغالب.

ويمضي نايف في توضيح فكرته: العديد من الأذكياء الذين ليس الكمبيوتر من ضمن هواياتهم يحرصون على أن يجدوا مقدم خدمة يمكنهم الاعتماد عليه لتوفير أجهزة وتطبيقات وخدمات تقنية، كما يهمهم إيجاده بكفاءة عالية ليعتمدوا عليه كحليف موثوق، وذلك تماما مثل احتياجهم إلى مقدمي الخدمات الأخرى.

ويصف المدخلي التحديات بمصنع الفرص، مبينا أن وجود الأزمات والصعوبات يعتبر من الأمور الطبيعية في أي مشروع، ويقول: يجب علينا أن نبحث في أي تحد عن فرص جديدة.
ويتطلع نايف إلى أن تكون إيكر في مقدمة شركات تقنية المعلومات بالمملكة في غضون السنوات الخمس المقبلة، ولأجل ذلك، كما يقول، سيعتمد على بناء علاقات طويلة وعميقة مع عملاء سيضحي بالكثير في سبيل كسب ولائهم .

زر الذهاب إلى الأعلى