دراسات وتقارير

دراسة: تأثير وسائل الإعلام الاجتماعية على ريادة الأعمال في العالم العربي

أظهرت دارسة تعد الاولى من نوعها أجراها برنامج الحوكمة والابتكار في كلية دبي للإدارة الحكومية، المؤسسة التعليمية والبحثية التي تركز على السياسات العامة، أن وسائل الإعلام الاجتماعية تملك قدرة كبيرة على القيام بدور مهم في تعزيز قاعدة المواهب، وتوسيع نطاق فرص العمل، ودعم ريادة الأعمال في العالم العربي.

وتم استقاء بيانات الدراسة، التي بحثت في تأثير وسائل الاعلام الاجتماعية في تعزيز التقدم الاجتماعي وخلق فرص العمل ونمو الأعمال في المنطقة العربية، عبر استطلاع للرأي شمل نحو 5000 مشارك من البحرين، والكويت، والمملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، ولبنان، وعمان، ومصر، والأردن .

وأشار التقرير إلى أن وسائل الإعلام الاجتماعية يمكن أن يكون لها تأثير كبير على خلق فرص العمل وتوفير الوظائف. وقال ما يقرب من 80 بالمائة من المستطلعين أن التكنولوجيا يمكن أن تساعد على توفير الوصول إلى البيانات الهامة لسوق العمل. وبالإضافة إلى 76 بالمائة ممن قالوا أن قنوات التواصل الاجتماعي مفيدة في بناء شراكات وفرص العمل، رأى 75 بالمائة منهم أنها تمثل قناة حيوية نحو “سوق عمل افتراضية” جديدة. وفي الوقت نفسه، قال 71 بالمائة من المشاركين في الاستطلاع أنهم سوف يعتمدون على وسائل الاعلام الاجتماعية للعثور على وظائفهم المقبلة.

واعتبر المستطلعون أن وسائل الاعلام الاجتماعية لها تأثير واسع وإيجابي في سوق العمل، حيث قال 86 بالمائة منهم أنها تعزز من التواصل والتعاون بين الجهات المختلفة، في حين أكد 85 بالمائة قدرتها على التواصل مع العملاء، وقال 85 بالمائة أنها تساهم في تحفيز الابتكار. وعلاوة على ذلك، رأى 78 بالمائة أن ميزات التواصل التي توفرها وسائل الإعلام الاجتماعية يمكن أن تعزز بشكل ملحوظ من مستويات الثقة بين القوى العاملة.

وأشاد التقرير بوسائل الإعلام الاجتماعية كأداة أساسية للشركات الناشئة في العالم العربي، حيث قال 86 بالمائة من المستطلعين أنها تساهم بفعالية في نجاح الأعمال. ومن بين الأسباب التي ذكروها في هذا المجال، الإمكانات التسويقية المتعددة لوسائل الإعلام الاجتماعية (90 بالمائة)، والقدرة على الاستفادة من الأسواق الأوسع نطاقاً (86 بالمائة)، وخيارات مشاركة العملاء (85 بالمائة)، وإمكاناتها لرفع مستوى الوعي العام وغرس ثقافة ريادة الأعمال (84 بالمائة).

وأبرز تقرير كلية دبي للإدارة الحكومية أن وسائل الاعلام الاجتماعية يُنظر إليها باعتبارها أداة داعمة أساسية لوسائل التعليم. ففي حين قال 84٪ من المستجيبين أن الطلاب سوف يستفيدون من استخدام وسائل الاعلام الاجتماعية في تطوير مهارات ريادة الأعمال، أكد 76 بالمائة أنهم يستخدمون وسائل الاعلام الاجتماعية وأدوات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لاكتساب مثل هذه القدرات والمهارات.

وربط المستطلعون العيوب الأساسية والدلالات السلبية لاستخدام وسائل الاعلام الاجتماعية في قطاع الأعمال بالمخاوف المتعلقة بالبيئة التنظيمية. فالأفراد والشركات لايشعرون بالأمان والحماية في ظل غياب قوانين ملائمة بشأن الملكية الفكرية والخصوصية وحقوق النشر.

واستشرافاً للمستقبل، وافق 81 بالمائة من المشاركين في الاستطلاع على أن السياسات الوطنية والمبادئ التوجيهية سوف تساعد في تحسين استخدام وسائل الاعلام الاجتماعية في العمل، وتعزيز فرص إنشاء المشاريع. كما دعا المشاركون في الاستطلاع إلى إصلاح التعليم لدمج مثل هذه التقنيات في الفصول الدراسية.

يذكر أن كلية دبي للإدارة الحكومية تأسست عام 2005 للعمل على بناء نظم الحوكمة الرشيدة من خلال تعزيز قدرات المنطقة في مجال السياسات العامة. ولتحقيق هذه الغاية، تتعاون الكلية مع مؤسسات إقليمية وعالمية رائدة لتقديم أبحاث استراتيجية وبرامج تدريبية متميزة.

زر الذهاب إلى الأعلى